كان أحمد البورتكيز على متن رحلة جوية يوم 25 فبراير2023 انطلقت من مطار بروكسيل العاصمة في اتجاه أريف الوطن لأجل زيارة عائلية*1، كعادة أغلب الريفيين المهجرين.
حطت الطائرة بمطار أعروي الناظور على الساعة 10:35 صباحا، و فور التحقق من هويته الشخصية أدركت عناصر شرطة الحدود التابعة للدولة المغربية أن المعني بالأمر صدرت في حقه مذكرة اعتقال لأسباب سياسية تتعلق بالأخص بتضامنه مع الحراك و الفكر الجمهوري الريفي بأوروبا، في عين المكان تم إلقاء القبض عليه و اختطافه من المطار مباشرة في اتجاه مدينة الدار البيضاء من أجل اخضاعه للتحقيق و إحالته على القضاء و هو نفس السناريو الذي تعيده الدولة المغربية مع أبناء أريف.
على إثر ذلك تكاثفت مراسلات الناشطين الجهموريين الريفيين مع عدد من المنظمات و الجمعيات الحقوقية و لاسيما مع السلطات البلجيكية، كون المختطف الريفي، بلجيكي الجنسية و يقيم في أمستردام، ثم تلتها وقفة الـ31 مارس، أمام مقر وزارة الخارجية البلجيكية في قلب العاصمة بروكسيل و خلالها صرح مسؤول في الخارجية البلجيكية، مكلف بالعلاقات مع الشرق الأوسط و شمال إفريقيا أن السيد أحمد البورتكيز صدرت في حقه تهما سياسية و يخضع لمحاكمة سياسية و أن المغرب لا يلبي طلبنا باعادته إلى بلجيكا بحجة أنه مغربي يحمل الجنسية المغربية قبل أن يكون بلجيكيا و في ذات السياق قال أن سفيرنا في الرباط سيزوره عما قريب لأجل أن يتفقده و يتابع عن كثب الممارسة القانونية التي تجرى في حقه. عبر كذلك باستياء عن هكذا عراقيل التي لا يواجهونها إلا مع الدولة المغربية*2.
تجدر الإشارة إلى أن الوقفة حضرها عدد جد مهم من الريفيين، من بينهم علي عراس الذي سبق و أن اعتقله المغرب و عرضه للتعذيب، إلى جانب أبناء الريف كان هنالك أيضا مخبرين يسترقون الصور في سيارات تابعة للسفارة المغربية.
و لأجل نفس الغرض مرة أخرى خاض أبناء أريف شكلا نضاليا و تضامنيا لأجل أحمد البورتكيز و المختطفين الآخرين على شكل مسيرة جابت شوارع الحي حيث يقيم المعني بالأمر في العاصمة الهولندية أمستردام يوم الـ 29 من ماي المنصرم، المسيرة التي حضرها عدد هائل من الريفيين من شتى بقاع أوروبا وسط حضور أمني رهيب، و تغطية صحفية من قبل المنصات الريفية النشطة و بحضور قنوات التلفزة الرسمية الجزائرية.
أحمد المختطف السياسي أمام المحكمة، اعتبر اعتقاله اختطافا يتناقض مع حقوق الإنسان و جميع القوانين الدولية، و أصر على أنه مواطن بلجيكي، و ليس مغربيا، كما لا يعترف بأي حكم يصدر عن النيابة العامة المغربية، و في الأخير حكمت عليه المحكمة الإبتدائية بالدار البيضاء بأربع سنوات سجنية و 10 ألاف يورو كغرامة.
منذ شهر: السفارة البلجيكية في العاصمة الرباط، قالت أن المؤسسة السجنية لا تتجاوب معنا و تتماطل في الرد على طلبنا من أجل زيارة السيد أحمد البورتكيز، كما أضافت أنها بعثت انذارا، و خلال أسبوع إن لم تتلقى الموافقة سيكون الحل الأنسب هو إحالة القضية على القضاء البلجيكي ليتولى الأمر*3.
و آخر مستجد فيم يخص المختطف السياسي أحمد البورتكيز منذ أسبوع تقريبا، عبر تدوينة نشرها السيد مراد العواج شقيق نورالدين العواج الذي قضى مدته السجنية في نفس المعتقل بعكاشة، مضمون التدوينة، أن موظفي السجن قاموا بتفتيش زنزانة أحمد و ابتزازه بألفاظ سيئة و قمعه، و يضيف أنه تلق الضرب على مستوى بطنه، و نزعت منه أواني الأكل و جهاز الراديو و الأغطية.
أمام هذا الوضع قرر الجمهوريون الريفيون خوض شكل نضالي جديد أمام مقر وزارة الشؤون الخارجية في بروكسيل يوم الجمعة 30 يونيو الجاري.
المصادر: *1: موقع أريف دايلي. *3/*2: قناة ريف تايم.