يخوض المختطف السياسي السابق وأصغر معتقلي حراك الريف، حسن باربا، إضراباً مفتوحا عن الطعام لليوم الثالث عشر على التوالي أمام مقر عمالة الحسيمة، إحدى المنشآت التمثيلية للاحتلال المغربي بالريف الوطن، احتجاجاً على حقوقه المدنية التي ما فتئ المخزن العلوي يحرم منها أحفاد الرئيس محمد بن عبد الكريم الخطابي.
اختُطف حسن باربا خلال ثورة الريف الاجتماعية والسياسية “حراك الريف” وحكم عليه قضاء دولة الاحتلال بـ20 سنة سجنية. نُسبت إليه تهم باطلة ومفبركة تتعلق بالمساس بأمن واستقرار الدولة إلى جانب ناصر الزفزافي ورفاقه. قضى منها 4 سنوات داخل أسوار السجن ظلماً وعدواناً كرهينة في يد السلطة “المفيوزية” التي تستعمل شتى أنواع الترهيب والتخويف لأبناء الجمهورية الريفية المحتلة تفادياً وقمعاً لأي حركة أو احتجاج في الريف الشامخ، الذي كان وما يزال كابوس “المشوار السعيد”. خلال الأربع سنوات من السجن، الفاقد لأدنى مستويات احترام حقوق الإنسان، تدهورت حالته الصحية بسبب سوء المعاملة التي تعرض لها والتعذيب النفسي والإهمال الطبي. يوماً بعد يوم، انتبهت إدارة السجون المغربية إلى أن حسن باربا أصبح عبئاً ثقيلاً عليهم، ليبدأوا في مسلسل توهيمه بطلب العفو الملكي والإفراج عنه، ليس رحمة من الجلاد وإنما لأجل التخلص من شكواه المتكررة.
تم الإفراج عن حسن باربا في مايو 2021، لكن معاناته لم تنتهِ مع كثرة الأمراض المزمنة وتجاهل المجلس الوطني لحقوق الإنسان الذي وعده بالرعاية الصحية فور خروجه من السجن. حسن باربا يقف اليوم صامداً وبأمعاء فارغة متحدياً إجرام هذه العصابة التي ترفض الاستجابة لمطالبه وحقوقه العادلة والمشروعة، أمام مخاوف شديدة أن يسقط ضحية لامبالاة وعنصرية الرباط وأن يكون الريفي التالي من ملايين الريفيين الذين قضت دولة الاحتلال العلوية على شبابهم وحريتهم، سواء بالتصفية الجسدية أو التعذيب أو التهجير، عن طريق سياسة محاربة كل من وما هو ريفي.
قال حسن عبر إحدى تدويناته اليومية: “سأرتدي ‘كفن’ تعبيراً عن المماطلة والتجاهل الذي لقيته، لذا فإنني أطلب ممن لا زال يملك ذرة من الإنسانية أن يقف بجانبي، فأنا بحاجة لدعمكم أكثر من أي وقت مضى”. هذا الكلام الذي وصف بالمؤلم جداً من قبل عدد من المعلقين المتضامنين معه على مواقع التواصل الافتراضي. كل هذا الإجرام يحدث في الوقت الذي يتربع فيه المغرب على رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وأمام أعين المجتمع الدولي الذي يتغاضى عن جرائم مملكة أمير المؤمنين آخرها فرنسا التي اعترفت بسيادة المغرب على الصحراء الغربية مما يطمئن ويحفز هذه الدولة التي تعتبر استمرارية لأيادي الإمبريالية الإستعمارية في شمال إفريقيا على ارتكاب المزيد من الجرائم.
ومن هذا المنبر، نحن كصف جمهوري ريفي نحمل كامل المسؤولية للدولة المغربية فيما يخص تعريض حياة حسن باربا للخطر وتدهور صحته ومآل حياته.
-تحرير: موحند الخلفيوي – ناشط سياسي ريفي