هو سلام لمونسي أو سلام أريفي كما يحب و يعتاد الريفيون مناداته، ولد سنة 1957 بقبيلة ثمسمان، وترعرع بثفرسيث بأريف.
ينحدر سلام من أسرة فنية عريقة يطلق عليها في أريف مصطلح “إمذيازن”*1، و هو الشيء الذي جعله يعشق الغناء و يدخل عالم الفن في سنواته المبكرة، وهو ابن الـ12 عاما، و لكن بسبب العزل الممنهج لأريف ثقافيا كما في المجالات الأخرى لم تر ألبوماته النور إلا إعتبارا من سنة 1979.
يعتبر سلام أريفي بلبل الأغنية الشعبية في أريف يمتاز بصوته الجوهري الفريد و الجميل، ذاع صيته في الأعراس التي كان يشارك فيها، و قد شكلت انعكاسات الواقع الإجتماعي المرير الذي يعيشه أريف أهمه هجرة (إخلاء) أبناء أريف إلى الخارج ومعاناة الغربة وتر أغانيه، كما ترجم آلام العشق والفراق إلى أغانٍ و ألحانٍ نالت إعجاب الريفيين وسرقت قلوبهم سواء في داخل أريف الوطن أو في المهجر و قوت صلتهم بأرضهم و عائلاتهم وماضيهم.
عُرف عنه احساسه القومي، و ذلك ما يمكن تذوقه جليا في كلمات أغانيه التي يحرص فيها على ذكر مناطق و مدن أريف، أمثال: الناظور و ثمسمان و الحسيمة و بنطيب…، من أشهر أغانيه: Tayara – Sidi chaib asidi – Novya tamrac – Agharabu n Alhoceima – Rwahc n rabha.
انتقل سلام أريفي إلى الحسيمة حيث أقام فيها لبقية حياته، حتى وافته المنية إثر حادث سير يوم الـ23 أكتوبر 2003، عن عمر 46 سنة، بعد قضاءه أزيد من ثلاثين عاما في خدمة الأغنية الريفية الأمازيغية بكل إتقان و إخلاص.
*1: مصطلح “إمذيازن” عريق جدا في أريف و هو يشير إلى العائلات المعروفة بالفن و خاصة الغناء في الأعراس.